احدث الإشعارات

مبدأ تقسيم القوى الداخلية في النفس.

السؤال:

. هل يمكن أن يكون تقسيم فرويد للنفس إلى ثلاث أقسام (الهو، الأنا، والأنا الأعلى) مستوحى بشكل أو بآخر من تقسيم النفس في كتاب "القبالة العبري" إلى: نفس (Nefesh)، روح (Ruach)، نيشامة (Neshamah). خاصةً مع التشابه في الفكرة العامة للتقسيم بين الطبقات المرتبطة بالغرائز، العقل، والروح؟

الإجابة:

لابد أن نعرف أن مبدأ تقسيم  القوى الداخلية في النفس مبدأ قديم جدًا، قديم من أيام الثقافات والوثنيات القديمة.
ويجب أن نفهم دائمًا أن هناك نسخ متعددة من تصنيف القوى _ قوى النفس الداخلية _، فهناك تصنيفات كثيرة جدًا، وفلاسفة الثقافات الوثنية الشرقية تقدم في هذا أطروحات كثيرة، أفلاطون قدم أطروحة، أرسطو قدم أطروحة، المنظورات الإسلامية قدمت أطروحة، وفرويد قدم أطروحة.
ونسخة فرويد هي نسخة تصنف ضمن النسخ التي تتبنى فلسفة القوى الداخلية وهذا كثير جدًا في معظم الثقافات عندهم _ فلسفة القوى الداخلية النفسية _.

لكن، في مفهوم علم النفس الغربي المعاصر مفهوم القوى الداخلية النفسية محذوف، ملغى عندهم لأنهم لا يؤمنون بتعدد القوى الداخلية، يؤمنون بوجود دماغ وله أنشطة.
الدماغ عبارة عن عضو بيولوجي وله أنشطة، هذه الأنشطة هي الظواهر النفسية أو التفاعلات النفسية، وهذا أيضًا يضاف إلى الأسباب التي جعلت التيار السائد العام الليبرالي في علم النفس لا ينسجم مع تيار فرويد، بسبب أن تيار فرويد مصنف ضمن التيارات التي  تتبنى اتجاه القوى النفسية الداخلية، فهو ليس أمرًا محصورًا في فرويد فقط، إنما فرويد له نسخة محددة لها طبيعة معينة، لها شكلية معينة.

النقطة الثانية من أين أخذ فرويد هذا؟
أي إنسان يظهر بأطروحة في الغالب أنه استفاد ممن قبله، بينما من النادر أن تجد أحدًا يظهر بفكرة جديدة نهائية بالكامل، حتى فكرة اللاوعي عند فرويد أخذها ممن قبله لكنه طورها وأضاف إليها، وكذلك هذه الطريقة _ طريقة تقسيم القوى الداخلية في النفس _، استفاد وأخذها ممن  قبله وقدم نسخة خاصة به.

اترك تعليقاً

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً

إسئلة ذات صلة

استكشف المجالات والشعارات

Scroll to Top