غالب كلام المتقدمين أن الذكاء يُقصد به الدرجة العليا من الفهم والفطنة.
وفي علم النفس المعاصر الذكاء ليس عملية من العمليات المعرفية والعقلية مستقلة عن باقي العمليات العقلية، كلا، وإنما الذكاء هو كأنه مقياس لدرجة كفاءة هذه العمليات، ولذلك يجعلون الذكاء محاور متعددة تشمل الذاكرة والرياضيات واللغة وغيرها.
وهذا كله يرجع لمفهوم العقل بين المنظور الإسلامي والغربي، كما شرحناه في برنامج المدخل.
وهذا المستوى هو مستوى الذكاء الحياتي والأكاديمي والأدبي، والبعض يسميه القوة العلمية، وقوة الإدراك، وقبول العلم وتخزينه، وحفظه واستذكاره، وترتيبه واستنباطه، فكل ذلك داخل في باب العلوم النظرية، التي تحصل بالنظر والاستدلال والذكاء.
والناس إذا قالوا: فلان ذكي، يقصدون به ذكي في أمور الدنيا، وأنه يعرف المداخل والمخارج، ولديه مستوى عالي من الفهم والفطنة والانتباه.
وهذا كله صحيح وهو في المستوى الأول مستوى العقل المعيشي الحياتي.
لكن هناك مستوى أعلى منه، وفي هذا المستوى الأعلى ترد مصطلحات غير الذكاء مثل: الحكمة ﴿وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا﴾، وكذلك مصطلح الفقه.