جميع هذه المسائل نشرحها للطلاب في برنامجنا التدريبي، وشرحها هنا قد يطول لكن سأختصر لعلها تكون مفيدة. لكن قبل ذلك: من تجربتي إذا لم تكن مدربًا تدريبًا جيدًا تحت إشراف على العلاج النفسي للوسواس، فلا تستلم حالات وسواس؛ لأن مسائل الوسواس معقدة.
فيما يتعلق بالعلاج النفسي للوسواس، سواء كان وسواس العقيدة أو العبادة تحديدًا، لا توجد فيها أدلة علاجية منشورة، ولذلك نحن اجتهدنا خلال السنوات الماضية في بناء نموذج ودليل علاجي ونحن نستعمله في العيادة عندنا، والحقيقة أنه كان من المفروض أن أطبعه حتى يستفيد منه الناس؛ لكن الذي يجعلني أؤجل نشره أني مقتنع أنه لابد من التدريب المباشر، عمومًا وعلى كل حال فيما يتعلق بالاستعاذة والاستغفار والدعاء والتوبة وغيرها من الأشياء التي وردت فيها النصوص، القاعدة التي نقولها للمرضى ما يلي: إن هذه الأمور إذا فعلتها أنت لسبب وسواسي لا تفعلها، أما إذا فعلتها كما يفعلها الناس الطبيعيون بعفوية دون استجابة بسبب الخوف من الوسواس فلا مانع، بمعنى أنه فرق بين النية والدافع، فإذا كان الدافع لها هو أمر طبيعي استعاذة كأي إنسان طبيعي لا بأس بها، أما إذا كانت للاستجابة للوسواس أو خوف من الوسواس فتوقف عنها؛ والسبب في هذا أن الاستعاذة بالله تصنف عند المعرفيين بأنها سلوك أمان، والمدارس القديمة كانت تمنع من سلوكيات الأمان نهائيًا، لكن الصحيح وهو عليه معظم المدارس الجديدة أن سلوكيات الأمان درجات وأنواع، بعضها يسمح به وبعضها لا يسمح به إلى آخره، فهذا يكون جواب السؤال المتعلق بالاستعاذة والاستغفار والدعاء والتوبة إلى آخره.