في قلب العاصفة: كيف نتجاوز ولا نتهدّم؟
الأزمة ليست عقبة تُسقِط الإنسان، بل منبر يعيد تشكيله. المواجهة الحقيقية للأزمة تبدأ من وعي إيماني بالابتلاء، حيث يصبح الصبر والسكينة حالتين من القوة واليقين، لا غطاءً للوجع ولا تجمّدًا أمامه.
الأزمة ليست عقبة تُسقِط الإنسان، بل منبر يعيد تشكيله. المواجهة الحقيقية للأزمة تبدأ من وعي إيماني بالابتلاء، حيث يصبح الصبر والسكينة حالتين من القوة واليقين، لا غطاءً للوجع ولا تجمّدًا أمامه.
إن الطريق إلى الله تعالى يحتاج إلى زاد ومعين حتى يتحصل على سكينة النفس وسكون الروح والحياة الطيبة، ولن يجد العبد طريقه إلى ذلك إلا في كتاب ربه وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ففيهما –وفقط- ضمان الحياة الطيبة في الدنيا والسعادة في الآخرة.
إن الإيمان بالله الطريق الأقوم والأوحد لتحقيق الأمن النفسي في هذه الحياة، ومهما ذهب الإنسان في دروبها باحثا عن الأمن النفسي فسعيه إلى زوال واضمحلال فلا أمن بلا إيمان
حين تعصف الأزماتُ بالقلوب، ويشتدّ الموجُ في بحر الحياة، لا تكون النجاة إلا في سفينة اليقين، وشراع السكينة، ومجداف الصبر. ينسج هذا المقال خريطة العبور من ظلمات المحن إلى ضياء الطمأنينة، مستندًا إلى يقينٍ راسخ، وبناءٍ نفسي متين، وعملٍ دؤوب بالأسباب، ومساراتٍ موازية تجعل من كل أزمة سُلَّمًا نحو الارتقاء؛ حتى يكون القلب مطمئنًا، والنفس مستقرة، والعقل متزنًا، فيكون للمرء في كل محنة منحة، وفي كل ضيق فرج قريب.
إن الله تعالى صدقنا حقيقة الدنيا وحقيقة عيشنا فيها وأننا فيها في كبد، ومن وفقه الله لفهم هذا المعنى كمُلت عنده التصورات الكبرى عن طبيعة الدنيا والآخرة والعلاقة بينهما ومن ثم يسلِّم، يرضى، يعرف أن ثم عِوض وإن خير العوض ما ينتظره في الآخرة عند لقاء ربه.
لقد أصبحت السكينة النفسية كنزًا نادرًا في عالمٍ تسارعت فيه إيقاعات الحياة، وغزت فيه التكنولوجيا كلَّ تفاصيلنا. فترى المرء يركض بين أعماله وواجباته، وإذا ما وجد لحظة فراغ، أمسك هاتفه ليلج عالمًا افتراضيًا مليئًا بالضوضاء والسموم، فيغرق في بحرٍ من الأخبار المحزنة، والمقاطع المضحكة، والألعاب المثيرة للتوتر، حتى يجد نفسه في نهاية اليوم منهكًا، مشتّتًا، محمَّلًا بأعباءٍ من المشاعر المتضاربة والأفكار المتزاحمة. إنها فوضى عارمة تعصف بسلامه الداخلي، وتسرق منه هدوءه وسكينته.
ولو تأملنا في كثيرٍ من أنشطة حياتنا، لوجدنا أن هناك دائمًا نوعًا من التهيئة القَبْلية المناسبة لكل موقف.
فعندما أذهب إلى العمل، أتهيأ بلباسٍ يُشعرني بالمهنية والجدية، وعند الذهاب إلى النادي الرياضي أو في نزهةٍ مع الأولاد، أختار ما يناسب النشاط والحركة -ضمن ضوابط الشرع-.
فلِمَ أستغرب أو أستثقل أن يكون من التهيئة للمس المصحف أن أقوم وأتوضأ؟
إن الله تعالى صدقنا حقيقة الدنيا وحقيقة عيشنا فيها وأننا فيها في كبد، ومن وفقه الله لفهم هذا المعنى كمُلت عنده التصورات الكبرى عن طبيعة الدنيا والآخرة والعلاقة بينهما ومن ثم يسلِّم، يرضى، يعرف أن ثم عِوض وإن خير العوض ما ينتظره في الآخرة عند لقاء ربه.