في قلب العاصفة: كيف نتجاوز ولا نتهدّم؟
الأزمة ليست عقبة تُسقِط الإنسان، بل منبر يعيد تشكيله. المواجهة الحقيقية للأزمة تبدأ من وعي إيماني بالابتلاء، حيث يصبح الصبر والسكينة حالتين من القوة واليقين، لا غطاءً للوجع ولا تجمّدًا أمامه.
الأزمة ليست عقبة تُسقِط الإنسان، بل منبر يعيد تشكيله. المواجهة الحقيقية للأزمة تبدأ من وعي إيماني بالابتلاء، حيث يصبح الصبر والسكينة حالتين من القوة واليقين، لا غطاءً للوجع ولا تجمّدًا أمامه.
يتناول هذا المقال بأسلوب توعوي مشوّق كيف يمكن للإنسان أن يواجه ظروف الحياة القاسية بعقلية متزنة ونفس مطمئنة. يدمج بين الفهم النفسي العميق والإيمان بحكمة الله، ليكشف أن الصعوبات ليست دائمًا شرًّا، بل قد تكون بابًا للقوة والنضج والرحمة الإلهية.
ما من إنسان ولد في هذه الدنيا إلا ويتعرض لأمور تستدعي الصبر عليها أو تستدعي الصبر عنها؛ غير أن صبر المسلم يختلف عن صبر غير المسلم في أثره في الدنيا والآخرة .. “وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَۗ “..
حين تعصف الأزماتُ بالقلوب، ويشتدّ الموجُ في بحر الحياة، لا تكون النجاة إلا في سفينة اليقين، وشراع السكينة، ومجداف الصبر. ينسج هذا المقال خريطة العبور من ظلمات المحن إلى ضياء الطمأنينة، مستندًا إلى يقينٍ راسخ، وبناءٍ نفسي متين، وعملٍ دؤوب بالأسباب، ومساراتٍ موازية تجعل من كل أزمة سُلَّمًا نحو الارتقاء؛ حتى يكون القلب مطمئنًا، والنفس مستقرة، والعقل متزنًا، فيكون للمرء في كل محنة منحة، وفي كل ضيق فرج قريب.
الصبر خير مطية يبحر بها المسلم في رحلة الحياة الدنيا، يواجه به معاركها وأزماتها، إنه يجعل المرء دائما في حالة مواجهة مع ثبات مستمطرا العون والمدد من خالقه، فالذي قدر البلية والأزمة هو الذي قدر أسباب النجاة من الوقوع في أسر ظلماتها وآلامها، يحزن، يتألم نعم، أما أن يكون أسيرا لها فلا.
إن الله تعالى صدقنا حقيقة الدنيا وحقيقة عيشنا فيها وأننا فيها في كبد، ومن وفقه الله لفهم هذا المعنى كمُلت عنده التصورات الكبرى عن طبيعة الدنيا والآخرة والعلاقة بينهما ومن ثم يسلِّم، يرضى، يعرف أن ثم عِوض وإن خير العوض ما ينتظره في الآخرة عند لقاء ربه.
إن الله تعالى صدقنا حقيقة الدنيا وحقيقة عيشنا فيها وأننا فيها في كبد، ومن وفقه الله لفهم هذا المعنى كمُلت عنده التصورات الكبرى عن طبيعة الدنيا والآخرة والعلاقة بينهما ومن ثم يسلِّم، يرضى، يعرف أن ثم عِوض وإن خير العوض ما ينتظره في الآخرة عند لقاء ربه.